اضطراب التشوه الجسمي: دليل شامل الأعراض والأسباب والعلاج
اضطراب التشوه الجسمي (BDD) هو اضطراب نفسي عقلي عبارة عن أفكار مستمرة ومزعجة حول العيوب الموجودة أو التي يتخيلها المريض في مظهره والتي قد لا يلاحظها الآخرون أو لا تستدعي هذا الكم من القلق، قد ينخرط الأشخاص المصابون باضطراب تشوه الجسم في سلوكيات متكررة مثل التحقق من مظهرهم في المرايا أو البحث عن حلول تجميلية أو الحلاقة المفرطة في محاولة لإصلاح الخلل الملحوظ، يمكن أن يسبب اضطراب BDD مشاكل كثيرة ويتداخل مع نمط الحياة اليومية بما في ذلك العمل والدراسة والعلاقات.
أعراض اضطراب تشوه الجسم
يتمثل العرض الرئيسي لاضطراب التشوه الجسمي (BDD) في الانشغال بواحد أو أكثر من العيوب في المظهر تشمل أهم الأماكن الشائعة المثيرة للقلق الجلد والشعر والأنف والعينين وملامح الوجه الأخرى بالإضافة إلى شكل وحجم الجسم، هذا بجانب مجموعة من الأعراض الأخرى التي تشمل ما يلي:
- سلوكيات المفرطة مثل مص الجلد أو نتف الشعر أو الحلاقة المفرطة لأجزاء معينة من الجسم.
- الوقوف القهري أمام المرآة أو تجنب المرايا تمامًا.
- السعي المتكرر لحلول تجميلية أو علاجات جلدية لإصلاح العيب الملحوظ
- المقارنة المستمرة بين مظهر الشخص والآخرين
- التوتر والقلق بشكل مستمر والسعي للكمال من جميع الجوانب.
- صعوبة في العمل وفي الحياة اليومية بسبب الوقت والجهد المبذول للتعامل مع رهاب المظهر.
- تجنب المواقف الاجتماعية بسبب الخجل والإحراج من شكل الجسم.
- أفكار الانتحار أو إيذاء النفس من أعراض اضطراب تشوه الجسم.
شاهد أيضًا: أهم 8 أعراض وأسباب اضطراب الهوية التفارقي DID وكيفية العلاج
أسباب اضطراب التشوه الجسمي وعوامل الخطر
السبب الدقيق لاضطراب التشوه الجسمي (BDD) غير غير معروف حتى الآن، ولكن يُعتقد أن السبب ينطوي على مجموعة من العوامل الوراثية والعصبية والبيئية، وتتضمن أهم العوامل المساهمة ما يلي:
- العوامل الوراثية: أظهرت الدراسات أن اضطراب التشوه الجسمي قد ينتشر بين أفراد العائلة الواحدة مما يشير إلى وجود استعداد وراثي.
- بنية الدماغ ووظيفته: اقترحت بعض الأبحاث أن الاختلافات في بنية ووظيفة الدماغ لدى المصابين قد تلعب دورًا في تطور الاضطراب.
- العوامل البيئية: يمكن أن تؤدي أحداث الحياة الصادمة مثل التنمر أو الإيذاء الجسدي إلى ظهور أعراض اضطراب التشوه الجسمي، وقد تساهم أيضًا وسائل التواصل الاجتماعي ومعايير الجمال غير الواقعية التي غالبًا ما يتم تصويرها في وسائل الإعلام في تطوير هذا الاضطراب.
- الصحة النفسية: غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب التشوه من حالات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري (OCD).
- الاختلالات الكيميائية: أحد أهم الأسباب هي اختلالات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين.
من المهم ملاحظة أن بداية اضطراب التشوه الجسمي يمكن أن يكون ناتجًا عن الإجهاد البدني أو العاطفي أو التغييرات المحورية في الحياة أو حتى استخدام بعض الأدوية، كما يمكن أن تظهر أعراض رهاب التشوه الجسدي في أي مرحلة عمرية ولكنها غالبًا ما تبدأ في مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكر.
مضاعفات رهاب التشوه الجسدي
يمكن أن يسبب اضطراب (BDD) عددًا من المضاعفات الخطيرة إذا تُرك دون علاج، تتضمن بعض المضاعفات الأكثر شيوعًا ما يلي:
- العزلة الاجتماعية: غالبًا ما يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب التشوه الجسمي المواقف الاجتماعية بسبب الخجل والإحراج من مظهرهم مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.
- ضعف في الأداء اليومي: يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على الأنشطة اليومية مثل العمل والدراسة وبناء العلاقات والتواصل الاجتماعي بسبب الوقت والطاقة التي يتم بذلها على إخفاء والتفكير في هذه المخاوف.
- الاكتئاب والقلق: يتعرض المصابون لخطر أكبر للإصابة بالاكتئاب والقلق والتفكير القهري مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب تشوه الجسم.
- تعاطي المخدرات: قد يلجأ بعض الأشخاص إلى الكحول أو المخدرات كطريقة للتعامل مع الخوف والتوتر الناجم عن رهاب تشوه الجسم.
- الأفكار والسلوكيات الانتحارية: يعاني هؤلاء الاشخاص اكثر من غيرها من مخاطر الأفكار الانتحارية في محاولة للتخلص من الألم المستمر الذي يشعرون به.
- الإجراءات الطبية والتجميلية: الغالبية العظمي يسعون إلى إجراء عمليات تجميلية متكررة أو علاجات جلدية في محاولة لإصلاح هذه العيوب وهذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى ضرر جسدي وعاطفي.
شاهد أيضًا: كيف تعالج الرهاب الاجتماعي بنفسك في 7 خطوات ضرورية؟
الوقاية من اضطراب تشوه الجسم
- تشجيع احترام الذات الصحي والتفكير الإيجابي تجاه شكل الجسم والتفكير النقدي بشأن الصور الإعلامية التي تقدم عن معايير الجمال.
- علاج المشاكل النفسية والعقلية المتزامنة مع هذا الاضطراب مثل الاكتئاب أو القلق والوسواس القهري.
- تجنب الأنشطة الغير صحية مثل الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي أو التعرض باستمرار لمعايير الجمال غير الواقعية التي تثير الأفكار والسلوكيات السلبية.
- التحدث إلى أخصائي نفسي يمكن أن يساعد الأفراد الذين يعانون من اضطراب التشوه الجسمي على تعلم مهارات التأقلم واكتساب فهم أفضل للحالة وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات.
علاج اضطراب التشوه الجسمي
من خلال تجربتي مع اضطراب تشوه الجسم فإن العلاج يجمع بين العلاج بالأدوية والعلاج النفسي وبعض التغييرات في نمط الحياة:
العلاج بالأدوية
يمكن أن تلعب الأدوية دورًا في علاج اضطراب تشوه الجسم (BDD) مثل:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): نوع من مضادات الاكتئاب التي يمكن أن تساعد في تقليل أعراض اضطراب التشوه الجسمي عن طريق زيادة مستويات الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ، تشمل أمثلة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية فلوكستين (بروزاك) و سيرترالين (زولوفت) و فلوفوكسامين (لوفوكس).
- مضادات الذهان غير النمطية: مثل ريسبيريدون (Risperdal) التي يمكن أن تساعد في تقليل أعراض الاضطراب عن طريق تغيير توازن الناقلات العصبية في الدماغ.
- مثبتات الحالة المزاجية: تساعد على تقليل حدة الاضطراب عن طريق موازنة الحالة المزاجية وتقليل القلق ومن الأمثلة لاموتريجين (لاميكتال).
شاهد أيضًا: إليك أهم طرق علاج الرهبه والخوف من الناس
العلاج النفسي
العلاج النفسي هو نمط علاج أساسي في علاج اضطراب التشوه الجسمي، يمكن أن يساعد المصابين على إدارة الأعراض وتعلم مهارات التأقلم واكتساب فهم أفضل لحالتهم وتشمل الطرق الشائعة ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): نوع من العلاج النفسي الذي يركز على تغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية المرتبطة باضطراب التشوه الجسمي، يتعلم الأفراد المصابون كيفية التعرف على معتقداتهم المشوهة حول مظهرهم وتحديها وتطوير طرق تفكير أكثر إيجابية وواقعية.
- التعرض والوقاية من الاستجابة: هو نوع من العلاج لاضطراب الوسواس القهري (OCD) الذي يتضمن تعريض الفرد تدريجيًا رهاب التشوه الجسدي وتعليمه مقاومة السلوكيات القهرية مثل التحقق من مظهره في المرآة.
- العلاج القائم على اليقظة: يركز على التواجد في الوقت الحالي وقبول تجارب الفرد دون إصدار أحكام، يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج المصابين على تقليل القلق وتحسين صحتهم العامة.
نصائح للتعامل مع الخوف من تشوه الجسم
- انخرط في أنشطة الرعاية الذاتية مثل التمارين الرياضية، والتأمل، وتقنيات الحد من التوتر للمساعدة في تقليل القلق وتحسين الصحة النفسية.
- ضع في اعتبارك التحدث إلى صديق موثوق به أو أحد أفراد الأسرة بشأن مخاوفك أو فكر في الانضمام إلى مجموعة دعم للأفراد المصابين باضطراب تشوه الجسم.
- حاول تحديد وتحدي أي أفكار سلبية أو مشوهة قد تكون لديك حول مظهرك، اكتب هذه الأفكار وتدرب على إعادة صياغتها في ضوء أكثر إيجابية.
- حاول التركيز على جوانب أخرى من حياتك تجلب لك السعادة والرضا مثل علاقاتك أو هواياتك أو عملك أو دراستك.
- إذا كانت مخاوفك تؤثر على حياتك اليومية وتتسبب في مشاكل كثير ففكر في طلب المساعدة من أخصائي نفسي، حيث يمكن أن يساعدك على تطوير مهارات التأقلم وتقليل القلق.
- حاول تجنب مقارنة نفسك بالآخرين فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الأمان وتدني تقدير واحترام الذات، بدلاً من ذلك ركز على صفاتك الفريدة ونقاط قوتك.
شاهد أيضًا: كيف تقضي على الرهبة أو الخوف من شخص معين؟ نصائح مهمة
في الختام، اضطراب التشوه الجسمي (BDD) هو حالة صحية عقلية تتميز بانشغال مستمر ومزعج بالعيوب الجسدية، يمكن أن يسبب رهاب التشوه الجسدي اضطرابًا شديدًا وصعوبات في الحياة اليومية ولكن مع العلاج المناسب يمكن للمصابين تعلم كيفية إدارة أعراضهم والعيش حياة مُرضية مع تحسين احترام الذات وتكوين صورة إيجابية عن شكل الج
