الخوف من المستقبل والمجهول مثل الزواج والموت وطرق علاجه
الخوف من المستقبل والمجهول شعور مدمر يجعل حياة الفرد أقرب إلى الملل والفتور المستمر، ويشعر المصاب بهذا الرهاب بتوقع الأسوأ دائمًا في المستقبل، حيث يتوقع أن يمرض وتسوء حالته الصحية، أو يفتقر، وهناك من يوجد لديه هذا الشعور المتشائم بصورة عابرة، والبعض الآخر يدوم لديه هذا الإحساس ويتحول إلى فوبيا تسيطر على حياته بالسلب.
الخوف من المستقبل والمجهول
يتمثل الخوف من المستقبل والمجهول في سيطرة مجموعة من المشاعر السلبية المتشائمة على الفرد، حيث يتوقع حدوث الأسوأ دائمًا، وهو ما يمنعه من الاستمتاع بوقته الحالي، ويجعله في حالة من الترقب طوال الوقت، حيث يسيطر عليه الخوف من المستقبل والموت أو المرض أو أي توقعات سلبية تسيطر عليه طوال الوقت.
وهناك نوع آخر وهو الخوف من المستقبل والزواج وهو يرتبط أكثر من النساء، حيث تشعر هذه المرأة أن هناك شبح يطاردها يسمى شبح العنوسة، وكلما مر عليها الوقت كلما زاد الخوف من المستقبل والزواج لديها، وشعرت أن فرصها في الزواج تقل، وتسيطر تلك المشاعر السلبية عليها.
عادةً ما يشعر من لديه الخوف من المستقبل والمجهول أو من لديه الخوف من المستقبل والموت أن كل ما يحدث حوله أمور سيئة، ولكن هذا غير صحيح، هو فقط من ينظر لكل شيء من خلال النظرة التشاؤمية، ولابد من النظر نحو الأمور الإيجابية التي توجد حولنا.
أهم علامات الخوف من المستقبل والمجهول
في حالة المعاناة من الخوف من المستقبل والمجهول أو الخوف من المستقبل والزواج أو أي شيء يخص المستقبل، فإن هذا الشخص تظهر لديه عدد من العلامات التي تدل على إصابته بهذا النوع من الرهاب، وتتمثل هذه العلامات في التالي:
توقع الأسوأ بصورة دائمة
عادةً ما يتوقع من لديه الخوف من المستقبل والمجهول الأسوأ بصورة دائمة، ويتوقع حدوث أسوأ السيناريوهات له وهو ما لا يحدث بالفعل، وعلى سبيل المثال يتوقع أنه سوف يموت بمرض خطير وهو صغير في السن، أو يتوقع أنه إذا تزوج سوف يكون زواجه فاشل، أو يتوقع أنه إذا أنجب ابن سوف يكون عاق به وهكذا.
عدم التحدث عن الفرح أمام الغير
في العادة يكون الشخص الذي يعاني من الخوف من المستقبل والمجهول أو من الخوف من المستقبل والموت لا يقوم بالإعلان عن أي حادث سعيد يحدث له في حياته، وقد يكون عدم الإعلان سببه هو أنه يتوقع أن بعد مرور وقت قليل سوف يحدث له حدث تعيس، أو لا يُعلن عن الفرح لأنه يتوقع أنه سوف يتعرض إلى الحسد من الآخرين.
أسير الخبرات الأليمة في الماضي
يشعر المصاب باستمرار أن لديه الخوف من المستقبل والمجهول وبالتالي فإنه لا يتمكن من فعل أي شيء في الحاضر، حيث يقوم بإضاعة الوقت الحاضر في الترقب والخوف مما هو قادم، وبالتالي لا يفعل شيء في الحاضر ويبقى أسير للماضي وما يحمله من أي خبرات أو مواقف أليمة، أما الحاضر فإنه لا يحمل أي إنجازات أو تقدم.
اقرأ أيضًا: فوبيا الخوف من المستقبل وتأثيرها على الحاضر
أسباب الخوف من المستقبل والمجهول
تختلف أسباب الخوف من المستقبل والمجهول من شخص إلى آخر بصورة كبيرة، ولكن بشكل عام تتمثل أهم الأسباب في الآتي:
- قد يكون سبب الخوف من المستقبل والمجهول هو التركيز المبالغ فيه على عبارات مثل الوقت يمر بسرعة أو الوقت لا يمكن تعويضه وغيرها من عبارات سلبية تجعلك في حالة من الترقب الدائم.
- عند فقد شخص عزيز، أو إصابته بمرض شديد، يمكن أن يترتب على ذلك الخوف من المستقبل والمجهول حيث يمكن الخوف من فقد أفراد محيطين بك، أو الخوف من الوحدة.
- عندما تصل المرأة إلى سن اليأس يمكن أن تصاب بالقلق تجاه المستقبل أو ما يعرف باسم فوبيا التقدم في السن.
- الخوف من المستقبل لأنه مجهول، ولكن يمكنك التغلب على هذا الشيء لأن الحاضر يؤثر في المستقبل، وبالتالي إذا كنت ناجح حاليًا، وتحقق الإنجازات بصورة مستمرة سوف يكون المستقبل أفضل ولابد من توقع الأمور الجيدة وليس السيئة.
- في بعض الأحيان يقوم الشخص بوضع عدد من الأهداف الصعبة أمامه، وبالتالي لا يتمكن من تحقيقها أو إنجاز خطوات منها، وهو ما يجعله يشعر بالمزيد من الإحباط والخوف من المستقبل.
- هناك عدد من الحالات التي يكون لديها الخوف من المستقبل والمجهول بسبب التعرض إلى حادث مؤلم، أو يكون السبب هو تطور نوع آخر من الرهاب مثل الرهاب الاجتماعي على سبيل المثال.
تأثير الخوف من المستقبل والمجهول على حياتنا
يجب أن يتم علاج الخوف من المستقبل والمجهول لأن هذه الحالة يمكن أن تتفاقم، وتظهر المزيد من الأعراض الأسوأ التي تؤثر على حياة المصاب سلبًا، حيث يمكن أن يدخل هذا الشخص في نوبات من الذعر والخوف الشديد، وتصدر منه عدد من التصرفات الغير عقلانية.
وكذلك يؤثر هذا الخوف على كل التصرفات والقرارات الحالية التي يتم اتخاذها، وهو ما ينتج عنه أحيانًا ضياع فرص ذهبية في العمل أو العلاقات الاجتماعية، وغيرها من الفرص، والسبب هو سيطرة الخوف على الشخص والذي يجعله قلق دومًا من مستقبله المجهول.
طرق علاج التشاؤم والخوف من المستقبل
يمكن علاج التشاؤم والخوف من المستقبل من خلال اتباع عدد من الخطوات الإيجابية التي تساعد على العلاج، والتخلص من هذا التشاؤم ومواصلة الحياة بصورة طبيعية، ومن أهم هذه الخطوات الإيجابية ما يأتي:
1) عِش في حدود يومك الحالي
لا تقوم بإضاعة الحاضر في التفكير والخوف من المستقبل، لأن المستقبل عادةً لن يكون بهذا السوء الذي تتوقعه، وبالتالي لابد أن تعيش يومك وتركز عليه، واترك المستقبل لأنه بالأساس امتداد للحاضر، وبدلًا من إنهاك نفسك في الحاضر من كثرة التفكير، قم بالتركيز على الحاضر واستمتع بكل ما لديك من أمور إيجابية.
2) تجنّب المُحبطين للمستقبل
من أهم خطوات علاج التشاؤم والخوف من المستقبل أن تتجنب الأفراد المُحبطين، وقد يكونوا هم السبب في شعورك بالإحباط والتشاؤم المستمر.
وهناك عدد من الأفراد السلبيين الذين يعملون باستمرار على بث التشاؤم والخوف لدى المحيطين بهم، حتى لا يكونوا أفضل منهم، وتجنبهم أفضل حتى تتمكن من مواصلة الحياة بصورة صحيحة وإيجابية.
3) ضع أهداف مستقبلية لحياتك
إذا أردت علاج التشاؤم والخوف من المستقبل قم بوضع أهداف لحياتك ولا تترك الأيام تمر هكذا بدون أي هدف، وعند كتابة عدد من الأهداف الواقعية المحددة، مع وضع توقيت زمني لكل هدف منهم، سوف تجد أنك تركز على هذه الأهداف، ولن يكون لديك وقت لإضاعته في الخوف من المستقبل والمجهو.
وسوف تجد أن حياتك تحولت إلى الأفضل، وعند الوصول لأي إنجاز أو تحقيق هدف أو خطوات منه احتفل بهذا الإنجاز، وهكذا سوف تتوالى الإنجازات وتجد أنك فخور بنفسك بدلًا من النظرة التشاؤمية التي لا تجلب سوى القلق المستمر والترقب.
4) التعامل مع تجارب الماضي
قد يعاني البعض من الخوف من المستقبل والمجهول بسبب أنه أسير للماضي، أي يفكر باستمرار في أي تجارب سيئة مرت عليه ويتشائم من المستقبل، ولذلك لابد من التعامل مع الماضي بشكل صحيح، حيث يمكن الاستفادة من الماضي أما الندم لن يُغير شيء ولكنه فقط سوف يجعلك تشعر بالذنب أو الحزن والقلق المستمر.
5) علاج الخوف من المستقبل بالقران
لابد أن تتوكل على الله تعالى حق التوكل، والمقصود هو أن تأخذ بالأسباب وتتوكل على الله تعالى، ومع المحاولات المستمرة للنجاح والتطور سوف تجد أنك لا تملك وقت للخوف والتفكير في المستقبل.
وكذلك يمكن علاج الخوف من المستقبل بالقران لأن اللجوء إلى الله تعالى والتقرب إليه وقراءة القرآن باستمرار، تجلب لك السكينة والاطمئنان، وبالتالي تتمكن من التخلص من القلق والتوتر.
اقرأ أيضًا: كيف ازيل الخوف من قلبي؟
الخوف من المستقبل والمجهول إذا كان بالقدر الطبيعي فإنه لا يؤثر على الحياة اليومية ويمكن الاستفادة من هذا الإحساس وجعله حافز للتقدم نحو الأفضل، أما إذا زاد هذا الإحساس عن اللازم، سوف يسيطر على كل حياتك بالسلب، وفي هذه الحالة لابد من علاجه والتخلص منه.