فوبيا الظلام: كلُّ ما تريد معرفته عن رهاب الخوف من الظلام
فوبيا الظلام من أحد أنواع الفوبيا الشائعة لدى الكثير من البشر، وعادةً ما ترتبط هذه الفوبيا بمرحلة الطفولة، ولكنها يمكن أن تُصيب الإنسان في أي مرحلة من مراحل عمره، وتتمثل هذه الفوبيا في ظهور أعراض مثل الفزع والدخول في نوبات من الذعر بمجرد التواجد في مكان مظلم، نتناول كل ما يخص فوبيا الظلام عبر موقع ويكي فوبيا.
فوبيا الظلام
يشعر المصاب بفوبيا الظلام بقدر مبالغ به من الخوف والفزع بمجرد التواجد في مكان مظلم، وهناك بعض الحالات التي يتم إصابتها بهذه الفوبيا منذ الصغر، وتزيد حدتها مع التقدم في العمر، وحالات أخرى تُصاب بها في مرحلة متقدمة من العمر بسبب التعرض لموقف معين.
فوبيا الظلام عبارة عن مرض غير عقلاني، ويمكن أن يؤثر على المريض وعلى حياته اليومية، هناك الكثير من الباحثين الذين يربطون بين الخوف من الظلام، وبين خوف الإنسان البدائي من ظهور الحيوانات المفترسة خلال الليل، وبالتالي يتم الربط بين الظلام وبين الخطر.
لا يتمكن المصاب بفوبيا الظلام من الجلوس أو حتى المشي في الظلام أو الأماكن المظلمة، لأن هناك الكثير من الأعراض الجسدية التي تظهر عليه عند التعرض إلى الظلام، ويمكن أن يصل الأمر إلى الإغماء.
أسباب فوبيا الظلام
على الرغم من عدم وجود أسباب واضحة ومحددة للإصابة بالرهاب الليلي أو فوبيا الأماكن المظلمة، ولكن هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تنتج عنها الإصابة بمرض فوبيا الظلام ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
- البقاء في مكان مظلم كأحد أنواع العقاب في الصغر.
- عدم القدرة على رؤية الأشياء في الظلام تزيد من الإحساس بالخوف تجاه الظلام.
- يمكن أن تكون الإصابة بهذه الفوبيا سببها اضطرابات نفسية منذ الصغر.
- الربط بين الأحداث المؤلمة وبين الظلام.
- تخويف الطفل باستمرار من الظلام.
- تلعب الجينات الوراثية دور هام في الإصابة بهذه الفوبيا.
- الربط بين الظلام وبين الأشباح، مصاصي الدماء، وغيرها من أشياء مخيفة.
أعراض الخوف من الظلام
الخوف من الظلام هو أحد الأمور الطبيعية التي نشعر بها جميعًا، ولكن هناك مجموعة من الأعراض التي يدل ظهورها على الإصابة بالفوبيا من الظلام وأنه ليس مجرد خوف طبيعي، وهذه الأعراض هي:
أولاً: الأعراض النفسية
تختلف درجة وحدة الأعراض النفسية التي تظهر على المصاب من شخص لآخر، ولكن أهم الأعراض النفسية الشائعة لفوبيا الأماكن المظلمة تتمثل في:
- عند التواجد في مكان مظلم يشعر المريض بالتوتر الشديد والهلع.
- الخوف بصورة مستمرة من الظلام.
- يتجنب المريض ممارسة أي نوع من الأنشطة التي تتم خلال الليل.
- يشعر المريض بالخوف من الظلام خلال الليل، وهو ما يمكن أن يترتب عليه الأرق وعدم القدرة على النوم بصورة جيدة.
- لا يتمكن المريض من الخروج من منزله خلال الليل أبدًا.
- فقد السيطرة والتحكم في النفس من شدة الخوف.
- يشعر المريض أنه يمكن أن يموت منشدة الهلع الذي يشعر به.
- كما يحاول مريض فوبيا الظلام أن يهرب من الغرفة المظلمة.
ثانياً: الأعراض الفسيولوجية
تظهر مجموعة من الأعراض الفسيولوجية على المصاب كرد فعل تجاه خوفه من القطط، ومن أهم هذه الأعراض الجسدية لفوبيا الأماكن المظلمة ما يأتي:
- صعوبة التنفس.
- المعاناة من ضربات القلب السريعة.
- الإحساس بالبرودة أو السخونة.
- اضطرابات المعدة.
- التعرق.
- الدوار.
- الرجفان.
- ألم وضيق في الصدر.
مضاعفات الخوف من الظلام
إذا نمت هذه الفوبيا وزادت الأعراض المصاحبة لها لدى المريض، يمكن أن يتطور الأمر ويتفاقم، وتؤثر هذه الفوبيا على الحياة اليومية والأنشطة الخاصة بالإنسان، ولذلك فإن العلاج من الأمور الهامة، حتى لا تصل الحالة إلى المضاعفات التالية:
- اضطرابات المزاج.
- الإصابة بالاكتئاب والقلق.
- وجود صعوبات كثيرة في النوم.
- المعاناة طويلة الأمد من الظلام بشكل مفرط.
- قد يتجنب المريض العمل بسبب خوفه من الظلام.
- الشعور بالوحدة والعزلة.
- قد يصل الأمر إلى تناول المخدرات.
كيفية تشخيص فوبيا الظلام
عند تشخيص هذا النوع من الفوبيا يقوم الطبيب بعرض مجموعة من الأسئلة على المريض حول الأعراض التي يشعر بها، وكذلك يتساءل حول تاريخه النفسي والاجتماعي، وما مر به من مواقف سابقة، ومن أهم المعايير التي يتم مراعاتها عند تشخيص فوبيا الظلام ما يأتي:
- إحساس المريض بالقلق أو الضيق خاصةً عند تواجده في الظلام.
- الإحساس بصعوبات في النوم.
- عادةً ما ينتشر الخوف بين الأطفال من عمر 8 إلى 12 عام، ولكنه يمكن أن يستمر مع الإنسان، وهو ما يقوم بتشخيصه الطبيب.
علاج الخوف من الظلام
توجد أكثر من طريقة يمكن من خلالها علاج فوبيا الظلام، وهناك بعض الأطباء النفسيين الذين يجمعون بين أكثر من نوع من العلاج حتى يكون أكثر فاعلية وأسرع في النتيجة، ومن أهم طرق العلاج ما يأتي:
- العلاج السلوكي المعرفي: حيث يتم فهم كيف يؤثر الظلام على الدماغ، وبالتالي تحديد الأفكار التي تجعل الإنسان يخاف من الظلام وتجعله يقلق، وبالتالي يمكنه تغيير هذه الأفكار.
- العلاج بالتعرض: حيث يتم تعريضه من خلال الطبيب إلى الظلام فترات طويلة، وهو ما يترتب عليه إزالة التحسس تجاه الظلام بالتدريج.
- الأدوية: هناك عدد من الحالات التي يصف بها الطبيب أدوية مضادة للقلق، أو أدوية للتهدئة ومساعدة المريض على النوم العميق.
- العلاج بالاسترخاء: يفيد هذا النوع من العلاج عند استخدامه مع أحد أنواع العلاجات السابقة، ويتمثل في الاسترخاء والتنفس بعمق من خلال ممارسة رياضات معينة، وهو ما ينتج عنه السيطرة على الأعراض التي تظهر خلال الليل.
نصائح علماء النفس لعلاج فوبيا الظلام
تحتوي السطور التالية على عدد من النصائح الهامة التي يمكن اتباعها للتخلص من فوبيا الظلام وعلاجها بصورة أسرع، حيث يمكنك ممارسة هذه الأشياء حتى لا تتفاقم لديك هذه الفوبيا، وتجد أنها سيطرة على حياتك بالكامل وأثرت بالسلب على عملك أو علاقتك بالآخرين، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:
معرفة سبب الفوبيا الحقيقي
يجب أن تتوصل إلى السبب الحقيقي لفوبيا الأماكن المظلمة، حيث يمكن أن يكون السبب هو تعرضك إلى موقف سيء في الماضي، أو مشاهدتك أفلام الرعب، ومع تحديد السبب سوف يسهل العلاج.
التفكير بالمنطق
لابد أن يفكر الإنسان بالمنطق من الأشياء التي يخاف منها، وأن يفكر في سبل الأمان، وعلى سبيل المثال إذا كان يخشى من هجوم لص على المنزل في الظلام، فإنه يقوم بإغلاق النوافذ والأبواب ويتأكد قبل النوم.
التفكير في أشياء أخرى
من أهم الطرق التي يمكنك اتباعها عند الإحساس بالخوف أو القلق، فكر في أشياء أخرى، وعلى سبيل المثال يمكنك التخطيط لليوم التالي وما سوف تفعل به، أو فكر في الإجازة القادمة وأين وكيف سوف تقضيها.
نم بمفردك
غالبًا ما يخشى المريض بهذه الفوبيا من النوم بمفرده، ولابد أن ينام بجوار الأبوين أو الأخ، ولكن للتخلص منها لابد أن تعتاد على النوم بمفردك بشكل تدريجي، ويمكن البدء بنوم نصف الوقت بجوار أحد، وباقي الوقت بمفردك.
تخفيف الإضاءة تدريجيًا
أثبتت الدراسات أن النوم في الظلام هو الأعمق، ولذلك يمكنك تخفيف الإضاءة التي توجد في الغرفة بالتدريج.
الاسترخاء قبل النوم
حاول أن تسترخي قبل النوم، حيث يجب أن بتعد عن جميع الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بنصف ساعة، وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على كافيين، ما يمكنك قراءة كتاب، أو ممارسة اليوجا قبل النوم.
فوبيا الظلام ذكرنا لكم تفاصيلها وجميع الأعراض المرتبطة بها، أسبابها، وكذلك المضاعفات التي يمكن أن تحدث ولابد من تجنبها من خلال اتباع أساليب العلاج التي ذكرناها، بالإضافة إلى اتباع النصائح التي تم ذكرها بنهاية المقال.